رحلة فهم نظرية التطور ٢
الكثير منا يظن ان تشارلز داروين أراد في كتابه أصل الأنواع ان يتكلم عن نشأتها لكن في الحقيقة داروين شرح فقط الآلية لتطور هذه المخلوقات و ليس كيفية نشأتها .
من أفضل الحجج المذكورة لدى الطرف الآخر في الرد على (التطور ) وليس التطوير والتي تتكلم ان الصفة المتقنة المكررة المعقدة تدل بالضرورة على صانع مُتقن .
مثال: إذا رسم طفلك الذي يبلغ من العمر سنة واحدة سمكة
فهذا إحتمال أن يكون صدفة و ايضا أحتمال أن يكون قدرة من الرسام .
لكن إذا طلبنا من الطفل إعادة رسم السمكة و بالفعل أتقنها
فهذا يدُل بالضرورة على قدرة الصانع (التكرار ) .
أو إذا طورنا الحجة و قلنا ان الطفل رسم سمكة و شمس و بحر و شاطئ فهذا يدل بالضرورة على قدرة الرسام او الصانع .(الإتقان)
لكن نظرية التطور تقول أننا لو بدأنا بشكل بسيط من الحياة و الذي هو أبسط حتى من الخلايا فتكون قابلية الصدفة كبيرة جداً بهذا الكائن البسيط جداً ومع مرور الوقت (الطويل جداً) تكبر كمية التعقيدات في أشكال الحياة .
فقبل تفسير داروين للميكانيكية التي يقوم عليها التطور كان الإعتقاد بكل أنحاء العالم هو الخلق المباشر .
فبعدها أتى داروين ليفسر هذا بطريقته وهي التطور من أصغر أشكال الحياة إلى أعقدها . (وليس نشأتها )
ومن العبارات اللطيفة التي ذكرها الملحد ريتشرد دوكينز في كتابه (صعود جبل الإحتمال البعيد) و التي هي :
لنتخيل ان أمامنا جبل له طريقان للوصول الى القمة :
الطريق الأول له منحدر شديد جداً
أما الطريق الثاني سيكون عبارة عن درج طويل جداً و متدرج جداً
فالخيار الأول ان تذهب بالمنحدر الشديد فالطريق سيكون قصير و سريع لكنه سيحتاج تكلفة عالية (كن فيكون)
أما الطريق الثاني فسيكون طويل جداً(ملايين السنين)
لكنه متدرج و سهل(التطور).